Horror, terror, and darkness,
Light a candle 🕯
amidst all of this before it is too late or before you call me the late 🙏.
Everything matters, an euro, repost, like, wish, share. 👇
It is the time to show solidarity and help me to steadfast 🫂
لا أملك شيئًا سياسيًا أو نحيبًا إنسانيًا لأكتبه فكل الحروف بلا جدوى وكل الخطاب سراب، لا أقول إلا ليس لنا إلا الله، وسلوا الله حسن الخاتمة وشربة من الحوض، قد تكون الحرب قضية دنيوية جماعية نشترك فيها جميعًا ولكن الموت فردي والقبر فردي والجنة أزلية وعند الله تلتقي الخصوم.
ذهبت إلى دوار الكويت، قابلني الموت، حوصرت لساعة كاملة بين الرصاص الخطاط والكواد الكابتر وقنابل الدخان وقذائف المدفعية والخوف من أن تُخطف ويرسلوك جنوبًا، دُست موتى كثر أثناء الكر والفر، ركضت وركض مني الطحين، عشت تجربة أشبه بيوم الحشر، ورغم كل هذا، لا نملك إلا أن نرجع لنقابل الموت.
أموت وتأكلني الكلاب وتتسابق الدبابات على دهسي، ويتصور الجنود فرحين على جثماني، ويصبح لحمي ماء موت لزج، ويسود عظمي ويتكسر، لهو أهون علي من أن يقول لي إمعة أحمق: "لماذا تركت أرضك؟".
مشيت!
مشيت كثيرًا، مشيت من الصباح حتى المغرب، من شمال غزة حتى مفترق المالية في تل الهوا، الدمار لا يمكن تصوره ولا يمكن وصفه، عدنا يا تاريخ، حرفيًا عدنا، شارع الجلاء مدمر بالكامل، جميع الأحياء بين الشارع الثالث حتى شارع طارق بن زياد وملعب فلسطين مدمرة ومجرفة تمامًا. المشاهد قاسية.
أنظر إلى كيس الطحين وأذكر الذين ماتوا عند الكويت والنابلسني، أذكر تجربتي الشخصية ولقاء الموت، أذكر جوعي، جوع الأطفال والأهالي والحوامل والأسرى، أذكر أن سعره بلغ ألف دولار، أذكر علف الحيوانات، أذكر كل شيء عدا ما يتذكره الشخص الطبيعي عند رؤية الطحين كالخبر مثلًا أو البيتزا.
#غزة
دفنت خالي مرتين، الأولى في مشفى كمال عدوان والقناصة والكواد كابتر والآليات من حولنا، دخلت من فتحة في سور المشفى وتم الدفن في الممر بين السور وحائط المشفى. والأخرى كانت بالمقبرة بعد خروج قوات الاحتلال من المشفى، ذهبنا لنجد جثمانه تم تجريفه مع السور والحائط. وعمود من الخرسانة فوقه.
إسرائيل تريد هدنة وصفقة، حماس تريد وقف إطلاق النار. إسرائيل لن تتنازل عن وجودها كدولة لأجل الأسرى ولا بأس لو قتلتهم جميعًا، وحماس تعلم أنها لو وافقت على هدنة وصفقة فستكون هذه نهايتها ونهاية غزة للأبد. ونحن في هوة كبيرة، لا أعلم كيف الخروج منها.
ذهبت إلى مشفى الشفاء، خلال الطريق جلست أتامل أطلال متنزه الجندي المجهول، على الكراسي المقابلة لمطعم معتوق، وكان من خلفي ثلاثة قبور حديثة، قرأت الأسماء على "الكراتين،الشواهد"، وأكتشفت أن أحد اقربائي مدفون في المتنزه. تجد من تحبهم وتعرفهم في #غزة، تجدهم موتى وبدل المصافحة الدعاء.
اليوم في جولتي في المناطق التي انسحب منها جيش العدو، اكتشفت أنه صار بإمكاني تمييز إذا ما كان هناك جثت متحللة في المكان من عدمها فقط عبر الرائحة، لقد اعتدنا رائحة الموت يا سادة، وباتت مألوفة كموتنا المألوف لكل العالمين.
ركبت مع سائق في #غزة، حدثني عن فقدان أحبته وفقدان بيته، وفاض الدمع منا إلى داخلنا لكنه توقف لبرهة وقال أن الرضا يغمره، ولكن أصعب ما مر فيه هو عجزه حين وقفت ابنته الشابة في طابور طويل لدخول الحمام في إحدى المدراس، وفجأة وقعت القذائف، فهرب الجميع إلى الصفوف، وقضت حاجتها في ملابسها.
جالس في الشارع، بجواري أم تكلم أحد أبنائها في جنوب القطاع، ما يقارب ال٣٥ دقيقة من ذكر أسماء شهداء من معارفهم وأقاربهم. تخللها ذكر بيوت أقاربهم المدمرة وطرق الدفن الجديدة في المنطقة الفاصلة بين شقي الطريق وفي ساحات المشافي وأي أرض فارغة، لتختم ب"دير بالك على حالك يما، احنا بخير".
حدثني جدي عن قصته في النكبة ١٩٤٨، عندما ركب الجمل وذهب من شمال غزة إلى بلدتنا الأصلية المحتلة، ليخاطر بنفسه ويجلب جثة ابن قريته المتحللة من هناك استجابةً منه لبكاء أم الميت، مات جدي ولم تمت القصص، صرنا في عام ٢٠٢٤، والآن أسمع قصص مشابهة، يختلف الزمان ومعاناة الفلسطيني واحدة.
في السوق عند بائع بسكويت جوال، وبجواري إمراة تشتري وابنها، قبل أن اسأل عن السعر، أصرت على أن أخد قطعة بسكويت من الثلاث التي اشترتهم لابنها، وقالت أنها اشترت بغرض الفكة لا الشراء، لتختم بطلبها مني أن أدعو الله أن يفك قيد زوجها المعتقل. كانت وحيدة مليئة باليأس والعجز، ولكنها أصرت.
مناشدة.
وُجد اليوم إسم عمي في كشف سفر المرضى للعلاج خارجًا، ولم نتمكن من إيصاله للمعبر نظرًا لأننا في الشمال، ولم نجد سبيلًا لا في مشفى ولا في أسعاف لذلك، علمًا بأنه يعاني من تهشم أسفل القدم وهو قعيد، ولا يوجد من يقدر أن يرافقه جنوبًا فكل عائلته في الجنوب. هل من مُغيث؟ هل من أمل؟
زينة شباب القطاع، لا نسوان ولا مخدرات ولا مجون ولا فساد ولا رقص تيك توك، جلهم ميسوري الحال، بين متزوج حديث الزواج وبين ساعي، حفظة كتاب الله، تربية المساجد، أفئدة كبياض الثلج، صوامون وقوامون.
هم خيرٌ منا جميعًا. تقبلهم الله في عليين.
يقول صديقي النازح في #رفح: "بتعرف على الأقل في الخيمة، الإنسان ما بيموت خنق زي البيوت والباطون، أو يضل ينازع بين الحجار والحديد وصبات الأسطح."
نحاول أن نرأى نصف الكأس الممتلئ على الرغم من أن السائل الذي في الكأس هو دمنا، والنصف الفارغ هو العالم بأسره.
كل عام وأنتم بخير، سيرفع أذان المغرب اليوم في شمال غزة وليس لدى عدد ضخم من العائلات شيء ليفطروا عليه أو ينفضوا فيه غبار الجوع عن أفواههم، الوضع كارثي وجهنمي، أكرر الوضع كارثي وجهنمي.
شبح الجوع يحوم في شمال غزة، المتوافر في الأسواق هو الطحين والمعلبات بأسعار مضاعفة، حتى معلبات اللحوم المصنعة تختفي تدريجيًا، تتوفر البازيلاء والفاصولياء المعلبة، لا خضار، لا فاكهة، لا منتجات أخرى، الأبدان تزداد هزلًا يوم بعد يوم، والصحة العامة في إنخفاض حاد كحد السيوف على رقابنا.
زادتني هذه الحرب قناعة أننا كأمة فلسطينية وُقع في القرن السابق على عذاباتنا، وكل شيء يجري بإتفاق وعلم مسبق. هناك عروش باقية لأننا مُعذبون أو بكلمات أخرى، مبيوعون بثمن بخس. نحن أيوب، يوسف في البئر، يحيى في المحراب، يونس في بطن الحوت، علي حين وفاة فاطمة، وللأسى بقية.
فقدت الرغبة في متابعة الأخبار،فالرغبة في إيجاد كيس طحين أقوى، الرغبة في تأمين ماء نظيف للعائلة أقوى، الرغبة في تأمين حليب للرضع أقوى، الرغبة في إيجاد صبرًا آخرًا أقوى، الرغبة في ليلة هادئة سالمة دافئة أقوى، الرغبة في دخول مساعدات أقوى، تزاحمت الرغبات وزاد عجزنا هنا، ول�� زلنا هنا.
الوضع يشبه كثيرًا العصور الوسطى في غزة، وبادئة الظلمات، لا كهرباء ولا ماء، حيوانات وبشر يتحللون في الطرقات، سارقون وزنادقة يجوبون بحثًا عن سرقة أو صيد، كل شيء سقط، البيوت والأحباب والدين والأخلاق. لا شيء سوى ركام، ركام بشر وركام بيوت.
لا زالت سرعة الوتيرة تحبطني، أسترجع ذكريات الحرب فأجد الحياة توقفت بعد يومين إلى ثلاثة، كل شيء توقف والأسواق قُصفت والبنوك ووكالة الغوث تعطلوا وغادروا، تُركنا سريعًا، تُركنا كثيرًا وإلى يومنا هذا نُترك، نحن المقبورون في الحياة، المرهقون من فرط التعب، والهلكى من بطش الجوع والعطش.
الليل في #غزة أكثر ليلًا من غيره، أكثر وحشة وظلامًا وجوعًا، برودته قاتلة، وبكاء الرضع يصم الآذان، إن الليل والمطر من الأشياء الجميلة الراقية في قاموس الإنسانية الجديد، لكنهما في غزة، كابوس آخر يضاف على كوابيس الأرامل والأطفال والعُزل وأهل الخيام والموتى ببطء.
الكثير اختار الخروج وترك أهلهم، أكيد لظروف قاهرة وفرص لا تتكرر أو علاج..إلخ. الذي أراه من تواصلي معهم أن هذه الفئة تعيش حالة غريبة، تشعر أنهم أحياء لكن موتى. تجده في دولة ما لديه ماء نظيف وكهرباء وطعام ويقول لك ليتني في غزة أنقل الماء مع أهلي. لست قادرًا على الوصف. رعب نفسي.
مشهد حدث أمامي قبل يومين، سائق سيارة كاد أن يدهس طفلًا في الشارع، صرخ فيه المارة وأنكروا عليه تهوره، ماذا رد عليهم؟ " ما يموت، هي كل ولادي ماتوا" عندما يخسر الإنسان كل شيء قد يخسر إنسايته بسهولة ويتحول لنسخة قاسية كالحجارة والحديد، ومن المُلام؟ ال��فل، السائق أم القاتل!
نناجيك يا الله ولسنا بيونس وليست غزة ببطن الحوت، ولكننا نجابه بطش الشر وأهله وحدنا، خُذلنا قُتلنا هُجرنا، فيا كريم كن لنا عونًا ونصيرًا، وأحقن الدماء وأربط على القلوب، وزدنا صبرًا يوم عز الصبر وأغفر وأرحم وأجمع شتات القلوب. اللهم عيشة سوية أو موتة ترضيك عنا، ليس لنا سواك يا الله.
جحيم!
كم موظف في حكومة غزة لليوم بلا راتب يُذكر، كم عامل باليومية فقد عمله، كم سائق أجرة، كم نجار وحداد وسباك وعامل بناء، كم فريلانسر، كم إنسان فقد مقدراته المالية وتجارته، كم بائع خضار وفاكهة، كم عاطل عن العمل أصلًا من قبل الحرب، كم مُحاضر جامعي ودكتور، كم معلمة روضة كم وكم وكم.
مصيرنا في الشمال الغزي مجهول. قد نُقتل أو نُهجر أو نموت من الجوع في أي لحظة. فصلونا عن العالم وعن الجنوب وعن الطعام والدواء والكهرباء والغاز والحياة. صرنا أمواتًا ننتظر صك الإعدام.
هباء! لا شيء يستفز العالم للنهوض وإيقاف العدوان، كان قصف المعمداني في أول العدوان القشة التي "قنصت" ظهر البعير، دُفن الأمل في غير الله في إحدى المقابر الجماعية في غزة، وقُيد على شاهد قبره "مجهول"، وبُترت أطراف الصبر في البلاد، ولا زال الظمأ والجوع وصوت القصف ينهشان أهل البلاد.
Israel killed my best friend, Abed Elrahman Tanani. Israel ended a 14-year friendship in a blink. Abed was my unborn brother. He was a new father and groom. Now, his child is an orphan, and his wife is a widow. Eventually, Israel is satisfied.
Pray for the pure-hearted, Abed.
هل فكروا قبل أن يرسلوا طائراتهم لتلقي الطعام على غزة بعدد الأرامل والمقعدين والجرحى والايتام واليائسين الذين لا يتمكنوا من الركض خلف مظلات مساعداتهم ومزاحمة الجائعين للحصول على أي شيء؟
تُصلب غزة وتتزين بتاج من شوك ويوضع على ظهرها حجر بلال ويُقتّل أطفالها خوفًا من أن يأتي منهم موسى جديد، وتقف وحدها بلا حوارين وصحابة وأساقفة-الكل يرتع في صمته غارقًا في سكرته متفرجًا على موت البلاد وأهلها.
" بغلاش على ربه"
" الحمدلله الي ربنا اخد منا شهدا"
" الحمدلله على نعمة الإسلام"
" الله يرحمها تقول كانت حاسة"
" وين محمد بدي محمد"
" انا متاكد انها في مكان أحسن"
" الله يتقبل"
" الله يصبرنا"
-جمل مروية بالدمع من ذوي الشهداء اليوم في المشفى أثناء النظرة الأخيرة.
إن أسوء القصص في غزة لا تجد أقلام لتكتبها، إن أكثرنا جوعًا لا يجد سبيلًا للمناشدة ولا النحيب. ما يُكتب هنا وهناك وما يُروى ما هو إلا القليل القليل من بحر لجي من الظلم والظلام الموحش في نفوس البؤساء المساكين.
المشكلة أن الدبابة دخلت تل الزعتر، المشروع، المعسكر، وجباليا البلد، المشكلة أننا نلنا نصيبنا من الرعب البري بما فيه الكفاية، كم مرة سنُصلب ويُقطع أحبابنا من خلاف؟
دفننا قريبًا آخر اليوم، كان ذاهبًا ليطمئن على بيته في منطقة أبراج الندى أقصى شمال غزة، وأرسلت له آلة الحرب الصهيونية قذيفة، دفنناه بلا وجه وبصدر مجوف مشوه وبلا يد يمنى. لا أعلم كم مرة أخرى سأزور فيها المقبرة، ولا أعلم إن كنت المرة القادمة دافنًا أم مدفونًا.
#غزه_فلسطين
مع من نتواصل؟ عمي عنده كسر صعب في أسفل القدم وعمليته بالمعمداني فشلت وكانت خلال خصار المشفى. حاليًا متواجد بالشمال طلع اسمه بالكشوفات قبل شهر ونصف. ما كان في نت ولا اتصال حتى نعرف. شو حل هذه المشكلة؟ حالة المريض كل يوم تزداد سوء.
كم هند سيكون هناك في #رفح؟ كم حزام ناري؟ كم جثة سوف تتحلل؟ كم أسير جديد سينكل به؟ كم شهيد؟ كم قذيفة؟ كم مكان سيحاصر؟ وكم أعزل سيتم قنصه؟ كم قصة تدمي القلوب سوف نرأى ونسمع؟ كم بيت سيتم حرقه ونهبه؟ كم شارع سيتم تجريفه؟ كم قنبلة دخان وإنارة سوف تلقى؟ كم طفل من الخدج سيترك لمصيره؟
لا تعتادوا الخيام ولا تزينوا المر، ولا تضعوا مساحيق التجميل على وجه النسخة القبيحة من الحياة التي نعيشها، لا تعتادوا، لا تتزوجوا في الخيام، لا تصنعوا الشاورما ولا الحمص، لا تنشدوا ولا تدبكوا في مراكز الإيواء، لا تعتادوا لا بحجة الحياة ولا الدين، وهذا الرجاء حتى لا يزيد البقاء.
قدم لي هذا التاجر الصغير الفذ، يعرض أن أشتري المربى الذي يوجد بالوجبات الأمريكية التي يلقيها الطيران على #غزة. وهذا حال الشريحة الأكبر من الصغار، فمن اللعب والمدرسة تحولوا إلى باعة و مطادري الإسقاط الجوي وصانعي كستدر ومهلبية وأي سلعة تصنعها أمهاتهم في البيت وترجو بها كفاف العيش.
لا تغيروا ملابسكم كثيرًا، واحفظوا ملابس أحبابكم عن ظهر قلب، فقد يأتي اليوم الذي لا تتعرفوا فيه على جثمان من تحبون إلا عبر ملابسهم، هذه غزة، وهذه مهارات لا زلنا نكتسبها حتى نُكرم الموتى والشهداء، كم مهارة تبقت في هذا البرنامج التدريبي الجهنمي؟
#فلسطين_مع_السودان
إن فضل بلاد الكنداكات وأحفاد مملكة كوش على بلادنا عظيم ، ومهما فعلنا مُقصرين ، حفظ الله #السودان بلدي الثاني من كل شر ، وحفظ أهلها الطيبين ، وأعانهم على ما إبتلاهم ، نسأل الله إن تمر هذه المحنة مروراً سريعاً ، الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
بشوف الخوف والقلق والموت في عيون الأطفال والباعة والسكان في محيط مشفى كمال عدوان، خايفين في أي دقيقة تفوت الآليات والكواد كابتر تحاصر كل المكان ويكون مصيرهم كالشفاء ومحيطها.
في غزة، السكن بحوار المشفى لعنة.
قتلت الولايات المتحدة ما يقارب 40 ألف مدني أفغاني في 20 عام خلال حربها على طالبان. مرت سبعة شهور في غزة فقط وقتلت إسرائيل من الأبرياء والأطفال والنساء أكثر من الرقم السابق ذكره بكثير. إن ما يجري في #غزة تجاوز معنى الإبادة، فحتى الأحياء تجعلهم إسرائيل يتمنون الموت سبيلًا للراحة.
إيجاد مقابر جماعية "بالصدفة" بشكل متكرر في الشمال، مقابر وضع فيها الاحتلال من أعدمهم ميدانيًا، الأجساد متحللة، وأهلهم إما في الجنوب أو في القبور. ويبقى المفقود مفقودًا حتى يجف دمع العين أو تزيغ.
حسب شاهد عيان، لا زال الكثير من أهالي الشمال يتوجهون إلى الجنوب عبر حاجز شارع الرشيد، بعد أن صبروا لخمسة شهور عجاف من الموت والقصف والقذائف، لا يستطيع الناس أن يصبروا على جوع ونحيب أطفالهم. إن هذا العجز أكبر مننا جميعًا وأقسى من أن تصفه كلماتنا. إلى متى يا من جفت ضمائرهم؟
كانت هذه الحرب كاسرةً لكل الطبقات والفروقات والمعايير والأنظمة الإجتماعية، جامعة إيانا تحت راية فلسطين، نلملم الموتى والحطب ونصب الجوع في رحالنا- جميعنا بلا استثناء، فمهما حملت لنا الدنيا من نعيمها بتناظر، ذكرتنا إسرائيل بأننا فلسطينيون، العذاب بعُرفنا حُتّم، والشقاء علينا خُتّم.
إن لم تقتلنا الطائرات والدبابات، سيقتلنا القهر ولحظات الإدراك المُرة الصاعقة على حين فجأة، اللحظات المرة التي تعيد للذهن كم خسرنا وكم فقدنا، والحياة التي خسرناها، كأننا طُردنا من الجنة، نحن الذين لم نأكل تفاحة ولا كمثرى. جراحنا غائرة ضاربة عمق التاريخ والجغرافيا وكل ما حولنا ملح.
يعز علينا كثيرًا مريرًا أن ينتهي أثر كل واحد من الأربعين ألف ويزيد من الشهداء. نجوم أنارت لنا دنيانا ومن ثم حُرقت، سراج سُرق زيته وسُلب فتيله وكُسر، ثروات أعمارنا المنهوبة وغزير دموعنا المالحة، زهور ذبلت في البيداء. نبتهل لأجل اللقاء بعد الرحيل، وألا يكن البعد كما الإبتلاء، طويل!
مشيت بمخيم جباليا والسعادة والحزن تقابلا في قلبي. السعادة ببعض أجواء العيد، بالأطفال الأنيقين، حقائب الصغيرات المزركشة وبهجة السوق البسيطة وإضاءة أبو زيتون محل البوظة، لمحله وبيعه المهلبية للناس، بالأناشيد في سماعات الباعة. وحزنًا أن معظم من كانوا العيد لي رحلوا موتًا أو جنوبًا.
جرفوا ودمروا كل شيء، جلبوا لنا الموت بكل شكل وصفة، هجروا من نحب جنوبًا، ويوم خفت الوتيرة ورجعنا نبكي أطلال الركام والموت، تركوا لنا الجوع والعطش ينهشان فينا. وفوق كل هذا، الآن نعيش أيامنا جوعى مرضى وزيادةً، يأكلنا القلق على الراحلين إلى جنوب القطاع، نحن الموتى مع وقف التنفيذ هنا.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
Starving to death.
The only good thing that happened for me in this war was that I became an uncle for these 4 kilograms of sweetness. Sha was born in February when the ghost of famine showed up.
I hope for you, my niece, a better life than ours. Frankly, I hope that we will make it and still live.
مشيت بين أطلال أبراج المخابرات، كان مؤسف منظر شهادات التقدير وشهادات العلم بإختلافها والصور العائلية وهي ملقاة على أرض المكان، تذرفها الرياح يمينًا وشمالًا وتدوسها أقدام اليائسين، كان هناك حياة وكان هناك نجاح وسعي والآن، رمال وركام وأطلال.
All the money donated through
#GoFundMe
and other platforms to the people of
#Gaza
is not enough to cover the costs of the psychological treatment that the people of Gaza need.
Light a Candle 👇
الله يرحمك يا أبوعمر، دكتور رفعت كان الدكتور الوحيد في مسيرتي، الي كنت أعمل عليه ميمز، وأبعتله إياهم بدون قلق من حواجز، ويتقبله ويضحك، دكتور رفعت خسارة كبيرة للعرق البشري بكامله.
اليوم تذكرت مرور الصحفي إسلام بدر حينها ليوثق الوقائع وإنسحاب الاحتلال من المشفى، وقمت بعملية بحث ووجدت التقرير! هنا يقوم محمد، إبنه الوحيد بأخد دوره بالحفر من فوقه نظرًا لوجود حزام خرساني عليه، كنا خمسة أفراد نتناوب الحفر وشد الجثة بحذر من تحت الخرسانة في خضم المجاعة والمقتلة.
دفنت خالي مرتين، الأولى في مشفى كمال عدوان والقناصة والكواد كابتر والآليات من حولنا، دخلت من فتحة في سور المشفى وتم الدفن في الممر بين السور وحائط المشفى. والأخرى كانت بالمقبرة بعد خروج قوات الاحتلال من المشفى، ذهبنا لنجد جثمانه تم تجريفه مع السور والحائط. وعمود من الخرسانة فوقه.
كثير حزين على الحوامل الي بتأكل عدس ودُقة من أيام واحيانا بكونش متوفر أكل أصلًا لهن، كثير حزين على الرُضع الي ما متوفر لهم حليب، كثير حزين على أهلنا وهم بفقدوا وزنهم وصحتهم قبالنا وما حدا قادر يعمل شيء. كثير حزين على المرضى الي مش قادرين نوفرلهم دواء. الحزن قتّال.
تدخل السوق راجيًا رؤية صديق عمرك الذي يسكن في جوار السوق، ماشيًا يريد شراء سلعة معينة أو قضاء حاجة لأهل بيته، حتى تسلل لك الحقيقة من خلف جُدر الوهم والنسيان، وتهمس لك مذكرةً إياك أنه ميت، ولن تجمعكا لا صدفة ولا سوق ولا مناسبة ولا هدنة ولا طابور ماء ولا وقف لإطلاق النار.
شبح الفوضى.
العرب هم من قاموا بحرق قاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية، المُخدرات تُباع علنًا شمالي الوادي. هناك الكثير من السلاح العبثي والغير المنظم وعمليات القتل بين العائلات وبين السارقين. هذه الحرب كانت أقسى كثيرًا على أصحاب المبادئ والدين والعلم، وكانت ثروة لكل فاجر زنيم.
سنصوم نصف الدهر إذا إنتهت هذه المجاعة في الشمال، لم يمر بؤس أعظم من هذا علينا، لم يرجمنا العجز بسوطه كما يفعل الآن، لم نرأى حسرة مشابهة لتلك التي نراها في عيون أطفالنا وكبارنا الآن، لم تجف دموعنا كما جفت الآن، ولم تنحل أجسادنا كما نحلت الآن. كم نتمنى مرور "الآن" وكم نتمنى وقوفه.
ولا زال الكثير من الأمهات ينتظرن أولادهن المفقودين في مقتلة ومذبحة النابلسي، تُنزع منهن أرواحهن مئة مرة في أزقة مشفى الشفاء وعلى بابه، ويكثرن سؤال الغرباء والمعارف والطير والسماء عن فلذات أكبادهن.
كان الطموح الإنساني كبيرًا قبل هذا العدوان، طموح لو توزع على العالم كفاه وزاد، ولكن هي الدنيا، لا تبقي على شيء ولا أحد، صار الطموح في مجمله أن تموت وتجد من يدفنك أو أن تعيش وتجد الطحين.
حاجتنا لوقف إطلاق نار حاجة نفسية بحثة، عقولنا تعبت وأرواحنا في حالة ترقب وشد دائمين، الطفل في صدرنا خُنق، كل يوم يقل الهواء حولنا ولو كثر، نسينا معنى الأمان، وتعبت المُهج من الفزع المتكرر، من الليل، من الهواجس، ومن التيه!
سيجلبوا لنا المسيح الدجال على متن سفينة من قبرص ليلقي علينا أنعم جنته، لا شيء يجري من عبث، لا قرار يأتي من فراغ. هناك واقع يُصنع ويُطبخ، وهناك إحلال وتكوين من جديد مع كثيرًا من الصلب والقتل كضرر جانبي لا بد منه. وهذا العجز يا صاح من ذلك الصمت، كالشبل والأسد الذي مات بلا ضأن.
قُصف مربع سكني جوارنا: ضوء أحمر عظيم، صوت الشظايا وصرخات الجرحى ومن بلغت عندهم التراق تصم القلب، الغبار ودخان الإنفجار. حينها تركض مسرعًا ��لنجدة، فتجد بين الركام الرمل دافئ ورطب رغم الإنفجار، وعندما يضيء أحدهم ضوء هاتفه، تجد الرمل دم ولحم، وتكمل حفرًا بالعاريتين بحثًا عن الأجساد.
يعاني الموظفون في الشمال لسحب رواتبهم، كل صرافات البنوك متوقفة منذ الأيام الأولى للحرب، ولا كهرباء ولا إنترنت متوفران ليسهلا عملية السحب، وحتى إن توفر سبيل فإما أن يكون بعيدًا أو مصاصًا للدماء بنسب عالية مقابل السحب، وفي معظم الحالات يكن حساب هذا السبيل موقوفًا من سلطة النقد.
صباح الخير، أصبحنا منطقة حمراء وجب الإخلاء منها، وحتى كل مكان ممكن أن ننزح عليه أصبح منطقة حمراء، المنطقة الحمراء هي قلب شمال غزة النابض، الجرح كبير للغاية، ننزف بلا توقف، وين نروح؟
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
#UNRWA
الاونروا
كانت تمدنا بالطحين والغذاء والعلاج بدون تصوير، بدون ذل إلى جوار أعلام الدول المانحة ولافتات الهوان، حتى أن جُل موظفيها من أهل العلم والأخلاق في المجتمع نظرًا لأن الوكالة لا تختار موظفيها عبثًا، أعيدوا الوكالة إلى شمال غزة وخدوا أعمارنا.
معاناة كبيرة تواجه الأباء والأمهات. تفشي أمراض المغص والإسهال الدموي والالتهاب الرئوي واليرقان بين الأطفال. المشفى الوحيدة العاملة بقسم أطفال في الشمال هي كمال عدوان. ولا يوجد الكثير ليقدموه للأباء والأمهات اليائسين.
أتصل علي اليوم صديق قديم لي من دمشق، يقول لي أن الوضع الاقتصادي عندهم كارثي فأقول له أننا في مجاعة، يقول لي أن الكهرباء تأتي كل سبع ساعات ساعة واحدة، فأقول له أننا بلا كهرباء منذ أشهر، يقول لي أنه يرغب بالسفر لكن جوازه يمنعه، فأقول له أنني لا أستطيع التنقل أصلًا في قطاع غزة.