هذا بيان للإعلام، بعد مرور سنة على اغتيال شيرين أبو عاقلة:
إذا سألتموني كيف حالك؟ سأخبركم أني أشعر بالغضب، لأنني وشيرين متنا تحت تلك الشجرة ذلك اليوم، هي تنتظر تحقيق العدالة من السماء وأنا انتظرها على الأرض، وفي داخلي خذلان وغضب وقهر، يكبر ويزيد بعد كل جريمة تنفذ بحق الفلسطينيين.
ليس لدي ما يضاف عما ذكرته منذ سنة، لم يتغير شيء صار في بلادي أحداث كثيرة، ولم يحاسب أي جندي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مثلما لم يحاسب الجندي الذي قتل شيرين وأصاب زميلي علي واستمر بإطلاق النار نحوي ونحو شريف العزب (الذي مهما قلت عنه لا شيء يجزيه حقه وسأظل ممتنة له بحياتي)
أين الجندي الآن؟ هل هو في جنين، نابلس، طولكرم أو أريحا؟ كم مرة أطلق النار على الفلسطينيين؟ كم قتل واحد منا؟ هل يقف الآن على حاجز بين مدن الضفة ويعيق حركة الناس؟
أنا شخصيًا، أقول لكم أنه بعد سنة، لم يعد لدي أي ثقة بالمجتمع الدولي في محاسبة "إسرائيل" على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وبحق كل ما هو فلسطيني على وجه الأرض، لا شيء يردع الاحتلال ويعاقبه، ولا يوقفه عند حده، على العكس أصبح يتفنن بأساليبه في قتل الفلسطيني في كل مكان.
جريمة قتل شيرين وإطلاق النار نحوي مصور ومثبت وفيه كل الأدلة على المجرم ولكن كل ما حدث هو جلسة استماع هنا وبيان استنكار هناك ثم ماذا؟ رسالتي إلى العالم ومنظمات المجتمع الدولي توقفوا عن الاستنكار و"التعاطف" معنا
لا زالت الاعتداءات بحق زملائي مستمرة حتى هذه اللحظة لا زال القمع والضرب والطرد متكررًا وموجودًا لم يتغير شيء، اذهبوا إلى الصحافيين في الميدان واسألوهم هل تشعرون بالغضب لأنها لم تحقق العدالة لشيرين رغم كل الأدلة على المجرم؟ هل تؤرقكم فكرة أن تقتلوا خلال عملكم ولا أحد يحاسب قاتلكم؟
إلى شيرين، بعد سنة على غيابك، أصبحت أقرب منك، أصبحت أراقب كل ما هو مرتبط بك، أتابع وأحب كل من يحبك ويحب الحديث عنك. في غرفتي هنا (في بيروت) صورة لك وأنت مبتسمة، أينما وقفت أراك تنظرين لي بابتسامتك الدافئة، فصرت دائمًا في خيالي بهذه الابتسامة. ذلك اليوم كتب القدر أن نظل معًا وحدنا
منذ ذلك اليوم أشعر بك حولي، دائمًا في كل لحظة وكل وقت، كنت أتمنى لو أن الحياة منحتني فرصة أن أشاركك قصة الطفلة شذا التي وقفت تردد يومًا: شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – فلسطين.
هذه تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم لمن يطلب مني إعادة سرد القصة: