لكيلا أحلم أعطني يقظة تستحق أن أغادر حلمي. أنا متسع، متعدد، كاتب، خلّاق، أترجم، وأسافر في رأسي من ضيق المحدود إلى رحابة الأفق، صدر لي رواية: مذكرات شاب بلا وجه.
وإلى هذا الحد، اكتفي بإضاعة شبابي في الإفراط بالتفكير، والتفريط بالعيش، والتخبط، والمبالغة بإعطاء الأمور والمشاعر والمواقف والأشخاص أكبر من حجمها الحقيقي، والتردد، والقلق بشأن المستقبل. لا أريد أن أكون ممن يقول للشباب عندما يهرم يا ليته يعود، بل أقول: إنني عشته بكل كثافة لديّ..
في بودكاست ”How to Talk to People“ سمعت حلقة موضوعها عن ”Small Talk“ المحادثات الجانبية، وكنت أشوفها مجاملات غثيثة لكن علموني أشياء غيّرت تفكيري: مو شرط تبدأ محادثة جانبية مع شخص عشان تكوّن معاه علاقة صداقة أو غيره، وإن الحياة مملة إذا تفاعلت اجتماعيًا مع الأشخاص الي تعرفهم فقط..
لي أختٌ كبرى سترونق اندبندنت وومن، تعمل في الخفاء، تغرّبت منذ سنوات، في أمريكا ثم بريطانيا، وأنجبت بنتين، ودرست الماجستير، والآن الدكتوراه، وتربّيهم وتدرس في الغربة، واليوم تُنشر لها ورقة بحث في مجلة علمية يستفيد منها العلماء في اختراعاتهم. هي أختي التي عرفتُ منها معنى الكثرة..
الاكتئاب، الحزن، الخيبة، تقدير منخفض للذات.. إلخ هذا العمل نافذة تُفتح لك لتعبُر خلالها إلى نسخة أفضل من نفسك. لا تحتاج إلى الكثير، مجموعة أدوات ذُكِرت فيه وبشارككم إياها تحت التغريدة، لكن أولاً شاهدوه، بعدين ارجعوا هنا لتذكُّر ما فيه؛ لأنه في الحقيقة مفيد جدًا..
"The Lobster” : هذا الفيلم مريض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، صاحب فكرة الفيلم يعاني من مشكلة حقيقية، يتحدث عن عالَم يُنبذ فيه الأشخاص الذين لا يخوضون علاقة عاطفية ويُوضعون في فندق لمدّة ٤٥ يوم لإيجاد شخص يرتبطون معه وإلا سيتحولون لحيوان من اختيارهم، الفيلم مُربك جداً وغير مريح..
جالس اسمع بودكاستي الصباحي وموضوعه اليوم عن الامتنان، وقالوا فيه عبارة رائعة: "being grateful is like you’re kissing your brain" ومعناها؛ لما تكون ممتن فكأنك تبوس عقلك. وذكروا نقطة مهمة بأن تمتن في البدء على الأمور الصغيرة: كوب قهوة، ضوء الشمس، النوم الجيد. فماذا تمتن عليه اليوم؟
"كلّ خيبة أمل حدثت كانت في الواقع أقرب إلى المُرشد الذي أبقاني في طريقي"
-ليزا كودرو "فيبي" تتحدث عن ما حدث لها قبل اختيارها في طاقم المسلسل الشهير "Friends”..
في مسلسل "How I Met Your Mother" كان بينهم نظرية يعتبرونها أساس لنجاح العلاقات العاطفية اسمها :"نظرية الزيتون"، وفيها إن :"عشان تكون العلاقة متناغمة لابد يكون أحد الأطراف يكره الزيتون والثاني يحبه، عشان لو رماه الأول يأكله الثاني" وبكذا يكونون مكمّلين لبعض، مو متشابهين..
افتتاحية مسلسل "Manifest”..
تخيل أن تصعد على متن رحلة بالطائرة وتكتشف عند هبوطها أنها استغرقت ٥ سنوات في الجو دون أن يتغير عمرك وتشعر بالوقت وحينها تجد أن الحياة قد اختلفت عن السابق وتبدأ أمور غريبة بالحدوث معك، أكثر مسلسل جديد تحمست له، تم عرض ٣ حلقات منه حتى الآن ويبدو واعداً..
بقول شيء صعب لكن افهموه زين. المفترض ما نخاف من الرحيل والغياب والوداع والنهاية؛ لأنها أشياء حتمية، وتفتح أبواب التجارب، لكن الخوف الحقيقي هو من إنك تبقى أطول من اللازم، في نفس المكان والحال، عالقًا بين أمل التغيير وألم التأقلم، حين يحين الوقت لحياةٍ أفضل؛ حياةٌ لمن يجرؤ ..
بودكاستي الصباحي قال لي: "جِد مكانًا آخر غير العمل والبيت" مكانًا سمّاه: "The Third Place" عشان تقضي فيه الوقت وتوسّع من دائرة حياتك، وعندما تصادف أشخاصًا جدد ركّز على التفاعل والتواصل، لا تركّز على العلاقة، وأخلق لحظاتٍ زائلة، تدوم في الذاكرة..
— أهمية ومتعة وفائدة قراءة أكثر من كتاب في نفس الوقت:
"من غير المقبول إطلاقًا البدء في كتاب ثانٍ قبل إنهاء الكتاب الأول؟ إذا كنت تقرأ كتابًا واحدًا فقط في كل مرة، فأنت بحاجة إلى التوقّف عن فعل ذلك حالاً"..
يا لطيف! ما عندي كلام أقوله غير أن على المسلسلات أن تكون بهذا الشكل من استفزاز كل المشاعر المدفونة فيك كمُشاهد؛ لتُعقّمها، أو الأفضل ما ينعمل، أجزم إنكم ما راح تشوفون أي شيء مشابه للحلقة السادسة في الموسم الثاني، من أعظم ما يُعرض حاليًا ولابد يكون في قائمة مشاهداتك على مسؤوليتي..
الاستثمار في النفس فِعل يفوق التصوّر والتوقّع، لو كنت أعرف إن الثمن الي كنت أدفعه في بداية العشرينات بيوصلني لما أنا فيه الآن على مشارف الثلاثين كان دفعت أضعافه دون عُقَد، ولكن ما زال في الحياة متسّع لأطمح، واستردّ ما ضاع منّي، واُصلِحَ ما انكسر فيَّ، وأُحِب وأتقبّل ما صرت إليه..
اكتشفت بودكاست بديع وغريب يعمل لقاءات متخيَّلة مع الأشياء، مثلاً حلقتي المفضلة فيه حتى الآن عن استضافة المرآة، بدأ المقدم يعرف عن نفسه وقال أنا فلان وأنت؟ ردّت المرآة بنفس اسمه. عمومًا بودكاست مُذهِل اسمه كل شيء حيّ ”Everything is Alive“..
هذا ليس مسلسلاً بل مدرسةً في الحياة.
أنهيته قبل قليل وعاجز عن التعبير، أعظم نهاية شاهدتها في حياتي، بخمس حلقات متتابعة توجّت رحلة استمرّت معي مدة سنة لهذا العمل الذي يُعدّ من أعظم ما جادت به الشاشة الصغيرة في التاريخ. وافهم الآن لم يُعتبر كذلك، تُحفة خالدة من البداية للنهاية..
—”The Banshees of Inisherin“
"لم تقل شيئًا. لم تفعل شيئًا. لم أعد أحبك وحسب"
كوميديا سوداء درامية تنطلق بدءًا من هذه العبارة. هل يمكنك التوقّف عن أن تكون صديقًا لأحدهم هكذا فجأة؟ فيلم بديع رائع ساخر ومُريب..