للمرة الرابعة في هذه الحرب انجوا من القصف وفي كل مرة كنت اعيش اهوال الموقف و وشعرت كالعادة بتفاصيل الاستهداف من قوة دفع الهواء اولاً من ثم رؤية ألسنة اللهب وتطاير الاشياء وتساقط الحجارة من حولي ، حقيقة في كل مرة لم اكن اسمع اي صوت للانفجار لكن في كل مرة كنت ادرك انه تم استهدافنا
بشكل مباشر واننا أُصبنا لكننا نجونا وما زلنا احياء وهذا هو الشيء الذي كان يزيد ايماني في كل مرة ان الشهيد لا يشعر بشيء مما ذكرته سابقاً وهذا هو الشيء ذاته الذي يثير تساؤلي دوماً حول الموضوع ، هل تُقبض ارواحهم قبل وقوع الحدث ؟.
وصف الحدث لكم استغرق مني بضعة دقائق وانا اكتبه لكم لكن الحقيقة ان كل هذا حدث في بضعة ثواني معدودة ربما لم تتجاوز الثلاث ثواني !. عندما قمت بفتح عيناي كان الغبار والدخان يكسوان المنزل وخرجت من الغرفة وذهبتُ الى المطبخ رأيت ام اسماعيل مستلقية على الارض وكانت قد فارقت الحياة .
تناولت قطعة السجاد الممزقة بفعل الشظايا وقمت بتغطية وجهها ، وسمعتُ أنينًا يأتي من الغرفة المجاورة توجهت مسرعًا الى هناك وكان فادي مصاباً وقدمه اليسرى منفصلة تماماً عن جسده ، احضرت منديل وقمت بربط قدمه و اخبرته انني سأعود وأقوم بإسعافه وطلبت منه ان يبقى هادئاً الى حين عودتي ،
سمعت صراخ امي وخالي وزوجة اخي من الطابق الاسفل وفي تلك اللحظة شعرت بالطمأنينة انهم جميعهم بخير واخبرتهم انني بخير وطلبت منهم البقاء في الطابق الاسفل من ثم صعدت الى الطابق الاعلى وكانت زوجة اسماعيل تحتضن اطفالها وكان الغبار قد سرق جميع ملامحهم ، وسؤال سريع جميعكم بخير ؟
كانوا جميعهم بخير وقمت بحمل احد الاطفال ثم قمنا بالنزول الى الطابق الاول حيث كانت امي ومن ذكرتهم معها وباقي الاطفال يجلسون هناك ، خرجنا جميعنا الى الشارع وفي هذه الاثناء كان بعض الجيران الاقلة المقيمين معنا في نفس الحي قد جاؤوا لإنقاذنا ،
اخبرتهم ان هناك شهيدة ومصاب في الطابق الثاني وتوجهوا مسرعين لإنزالهم وقد نجحوا في ذلك وقمنا بوضعهم على طرف الرصيف وبعد لحظات وصلت سيارة الاسعاف وقامت بنقلهم الى المستشفى ، الى هنا وببعض الكلمات اكتفي من نقل الحدث لكم ،