أعود إلى #باريس بعد ١١ يوماً قضيتها في #كمبوديا ضمن جولة سياحية ثقافية تعرفت فيها على الكثير والمثير عن هذا البلد
سأفرد تحت هذه التغريدة مغامراتي في مدن وقرى الخمير..
عذراً لعدم تمكني من التفاعل خلال الأيام الماضية فالانترنت كان نادر الوجود هنا .. لكن الانقطاع عنه نعمة أيضاً😊
أبرز ما يلفت انتباه الزائر الى مملكة كمبوديا لأول وهلة هي تلك الابتسامة التي لا تفارق ابناءها .. اول نصيحة تقدم لك هي ان تقابل الجميع بابتسامة عريضة .. فهي مفتاحك الى قلوب شعب الخمير الذي أنهكته سنوات من الحرب الأهلية لكنها لم تفلح في سلب ابتسامته المشرقة #تصويري
كلمة الخمير في كمبوديا تعني الفلاح ..
الخمير الحمر دمروا كل مظاهر المدنية في هذا البلد خلال فترة حكمهم الراديكالية 1976-1979 .. رغبة في جعل الكمبوديين مجتمع زراعي فقط خالي من اي مظاهر التحضر ..
سمي عام انتهاء حكمهم بالعام صفر .. لان الكمبوديين اضطروا لإعادة بناء كل شيء من جديد
قام الخمير الحمر بتحويل مبنى المدرسة الثانوية في تول سلينغ الى معتقل سري يعرف بالرمز "إس-21"
عذب وقتل في هذا المكان مئات الآلاف من الأشخاص بينهم نساء وأطفال وحتى اجانب .. عندما تم اقتحامه من قبل الڤيتناميين وجدوا ٥ أطفال فقط على قيد الحياة .. اليوم هي متحف يشهد على تلك الحقبة
جربت #كمبوديا كل شيء .. الملكية المطلقة ثم الانقلابات وسيطرة الأحزاب الراديكالية فالحرب الأهلية بويلاتها..
اليوم اختارت #كمبوديا أن تكون ملكية دستورية .. الملك يحظى بالاحترام الكامل كرمز للوطن والدين فيما تتكفل حكومة منتخبة بإعادة إعمار البلاد
صور من القصر الملكي في بنوم بنه
Indochine
اندوشين
هذا هو الاسم الذي يطلقه الفرنسيون على البقعة الجغرافية التي تضم مملكة كمبوديا الى جانب تايلاند فيتنام لاوس وغيرها
دول تأثرت بالحضارتين الهندية والصينية ..لذا فالديانة الرسمية في كمبوديا هي مزيج بين البوذية والهندوسية .. تلمح ذلك خاصة على جدران المعابد القديمة
خارج العاصمة الكمبودية تصادفك العديد من القرى البسيطة .. جمالها يكمن في بساطتها .. تسنى لي الإقامة ليلة واحدة في هذا البيت القروي الواقع قرب الحدود التايلندية..
بعد ان كان مجرد التفكير بزيارة هذه القرية جنون بسبب الألغام الأرضية .. اليوم تخلو منها ويستقبل سكانها السياح في بيوتهم
ولان خدمات الكهرباء لا تغطي معظم القرية كما انها قد تنقطع في ساعات الليل .. ينظم سكان القرية عشاء لضيوفهم على ضوء القناديل وأنغام الموسيقى التقليدية..
فكرة تحويل بعض مساكن القرية الى بيوت ضيافة تعود الى جمعية بريطانية تساعد أهل القرية في تنويع مصادر دخلهم .. فكرة جميلة
سلسلة الأطعمة الغريبة في #كمبوديا لا تنتهي .. تبدأ بالحشرات مرورا بالعناكب والفئران وصولاً الى التماسيح .. هنا في احد مطاعم الخمير يربون التماسيح لتقديم وجبات تقليدية شهية..
طبعاً الكل كان مشمئز ومستغرب الا انا القادمة من بلاد الضبان 😬
بالقرب من هذه القرية زرت مزرعة الحرير .. #كمبوديا معروفة بالنسيج ودخلت قبل اشهر موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأطول شال "كراما" تقليدي طوله كيلومتر ونصف .. بعض شالات الحرير يستغرق نسيجها يدوياً ثمانية اشهر
جميلة تلك الألوان وهذا الاتقان .. لكن أسعار تلك الشالات ليست جميلة 😬
للقرى العائمة في #كمبوديا حكاية أخرى .. هنا يعمل الصيادون ويعيشون أيضا على متن مراكب خشبية .. كل شيء عائم هنا حتى مكتب البريد ومركز الشرطة والمستوصف .. ووسيلة التنقل هي هذه الزوارق الصغيرة.. الناس مرحبة على الدوام بالزوار وتلك الابتسامة الجميلة لا تفارقهم 😊
سيام ريب .. درة السياحة الكمبودية مدينة تحتوي مجمع معابد أنغكور وات التي شيدها الملك الهندوسي سرفارمان الثاني في بداية القرن ١٢ لتكون عاصمة دولته انغكور ومركزها الديني.
وهي الآن المكان الوحيد في المنطقة الذي يحتفظ بأهميته الدينية
كانت معبدًا هندوسيًا، وأصبحت اليوم معبدًا بوذيًا
تا بروم .. ربما يكون من أكثر المعابد لفتاً للانتباه في مملكة انغكور .. هذا المكان فقدته البشرية عدة قرون قبل ان تعود لاكتشافه بعد ان ابتلعته الطبيعة .. هذه الأشجار الاستوائية العملاقة هي الدعامة التي حافظت على هذا البناء طيلة تلك السنوات ويشكلان معاً اليوم لوحة تشكيلية ولا اروع
في انغكور معابد كثيرة مهمة وتفصل بينها مسافات طويلة من الغابات
معبد بايون هو الأكثر تميزاً بالنسبة لي يحتوي صورا من الحياة اليومية، كصور لعائلات تصنع العشاء، ورجال يشربون معا، ونساء ذاهبات إلى العمل، ولديه 37 برجا مزينا بــأكثر من مائتي وجه تشبه الى حد بعيد وجوه سكان المنطقة.
يبقى ان اختم حكايتي بالقول ان رحلتي الى #كمبوديا كانت من اجمل المغامرات التي خضتها في حياتي .. شعبها الطيب والبشوش فضلاً عن تاريخها الثري بالقصص والأساطير جعلت من رحلتي ذكرى لا تنسى .. السفر مفيد جداً خاصة عندما يأخذنا الى مكان مختلف تماماً عما تعودناه وعايشناه.. دمتم بخير 🙏🏻😊