كانت قبيلة بني ياس تستوطن في ارض الظفرة والختم باكملها بزعامة شيوخها من آل بوفلاح ومنهم فرسان مشهورين من أسرة آل زايد الفلاحي واما قبيلة نعيم فكانت مساكنها في البريمي الى افلاج مِزيد وحفيت والسنينة وما حولها ، وزعيمها حمزة بن حمّاد الكليبي الشامسي وكان من ابرز قادة جيش بني غافر

تحالفت قبيلتي بني ياس ونعيم في عدد من المعارك اثناء اندلاع الحرب الاهلية العمانية سنة 1718م ، ووالوا الامام محمد بن ناصر الغافري الذي كان يرسل المراسيل اليهم طلبًا لدعمهم وكونهم يشكلون الغالبية العظمى للبدو في جيش بني غافر

كتب محمد بن ناصر الغافري إمام بني غافر الى يعرب بن بلعرب يحثه على رفع راية المعارضة والحرب ووعده بتأييد ونصرة قبائل بني ياس اهل الظفرة ، ونعيم اهل البريمي ، اضافة الى قبائل المنطقة مثل القواسم وبني كتب وغيرهم .. وافق يعرب بن بلعرب واعلن الثورة ، واندلعت شرارة الحرب

وفعلًا .. وصلت قوات قبائل بني ياس ونعيم وحلفائهم الى عمان وطالب الامام محمد بن ناصر الغافري المعونة من بدو بني ياس ونعيم ، واتوا اليه ودمروا الرستاق وضواحيها تدميرًا وكان وجود المقاتلين البدو من "بني ياس" ونعيم" في جيش الغافري يبث الرعب في نفوس قبائل عمان المعادية لابن ناصر

ومن الزعماء الذين شاركوا في الحرب هو رحمه بن مطر القاسمي ( جد القواسم الكرام ) الذي دكّ "حصن بركاء" حتى حاصره لفترة طويلة وممن شاركوا ايضًا قبيلتي نعيم وبني كعب 'اهالي محضة' ^ وكان يقود آل بوشامس النعيم فارسهم حمزة بن حماد الكليبي

وقعة فلج المحيدث ؛ وهي من اشهر وقعات بني ياس في بلاد عمان حين استمد محمد بن ناصر الغافري مقاتلين بدو من قبيلة بني ياس وقبائل الظاهرة للهجوم على قبيلة بني علي في "ينقل" وانتصروا بني ياس في هذه المعركة وقتلوا ابن سليمان بن سالم شيخ بني علي

ومن بين الاحداث الهامة التي يجب ذكرها ؛ ان الامام محمد بن ناصر الغافري استعان ببني ياس لتأديب قبيلة الصواوفة التي امتنعت عن موالاة بني غافر

وبشكل عام شكّلت قوات بني ياس ونعيم "قوات بدوية خاصة" ساهمت في انتصارات محمد بن ناصر الغافري في معاركه وذاع صيتهم وانتشر حتى عمّ ارجاء بلاد عمان وعَلِمَ الجميع بمهاراتهم القتالية وقوتهم وهنا ملحوظة يجب ان نبينها ؛ ان بني ياس ونعيم كانوا اقوى قوتين بدويتين في المنطقة حينها

ونظرًا لتأثير القبيلتين في الحرب ادركَ الهناويّة ان لا سبيل لهم في ايقاف انتصارات بني غافر الا بابعاد حلفائهم من بني ياس ونعيم ، وغيرهم من قبائل الظاهرة .. فحاكوا احدى الخطط لابعاد بني ياس ونعيم من الحرب الاهلية العمانية

وكانت الخطة كالآتي ؛ خرِب زرع احد الرجال في بلاد بني غافر ، وجاء صاحب الزرع الى محمد بن ناصر الغافري شاكيًا فسأله : من خرب زرعك ؟ فرد عليه الرجل وقال : بني ياس ، ونعيم والبدو الذين معك وحاول الامام اقناعه ان ياخذ غرامة زرعه ، ولكنه ابى ورفض وطلب من الغافري ان ياخذ حقه منهم

فأمر الغافري بجلد المخربين بناءًا على طلب الرجل ، فاعترض شيوخ بني ياس ونعيم وسحبوا قواتهم المتحالفة وعادوا الى موطنهم في الظفرة والبريمي وكانت هذه خطة من خلف بن مبارك القصير زعيم الهناويّة لابعاد البدو "خصوصًا بني ياس" من ارض المعركة

* هناك من يضعّف هذه الرواية ، ويرى ان الغافري لن يفرط بحلفائه من البدو لسبب ركيك مثل هذا ولكن هذه الرواية الوحيدة المذكورة في السير العمانية عمومًا فإن الاحداث التي ذكرناها أثرت فيما بعد على الاوضاع السياسية في المنطقة ، ولاسيما مع صعود زعيم بني ياس الشيخ ذياب بن عيسى بن نهيّان

تزامن ركود الحرب الاهلية في عمان ، مع اعادة تنظيم القوى الرئيسية في المنطقة وهم • بني ياس ، حكّام الظفرة • نعيم ، حكّام البريمي وما حولها • القواسم ، حكّام جلفار وساحل فارس وكان ولاء بني ياس السياسي في تلك الفترة يميل الى الحلف الهناوي ، ونعيم والقواسم الى حلف بني غافر

بعد الحدث الذي ذكرناه اخيرًا .. تزعمت قبيلة بني ياس الحلف الهناوي في المنطقة ، وتحالفت مع قبائل العوامر والظواهر والمناصير ومع صعود الزعيم ذياب بن عيسى بن نهيّان الى رأس الحكم ، استطاعت قبيلة بني ياس تأسيس إمارة أبوظبي سنة 1761م وتوسيع مشيختهم المستقلة من الختم شرقًا حتى حد قطر

اما قبيلة نعيم وهي القوة البدوية التي تشاطر بني ياس السيطرة والنفوذ ، فقد أسست بالفعل إمارتها التي تشمل السنينة ومزيد وحفيت والبريمي ، وامتدت الى الشمال حتى بلاد عجمان وما جاورها وبزغ نجم اقدم زعمائها ناصر بن حميد القرطاسي النعيمي

وادى التسارع الكبير في نفوذ القبيلتين الى تزعمهما الاحلاف في منطقة ساحل عمان والتنافس بينهما بني ياس زعماء الهناويّة ، وهم ؛ المناصير ، العوامر ، الظواهر ، الشرقيين ، البلوش وغيرهم .. نعيم زعماء الغافريّة ؛ بني كعب ، بني كتب ، الدروع .. مما نتج عنه لاحقًا عدد من الوقعات والحروب

من زعماء وفرسان بني ياس 1600-1800م ؛ • الشيخ محمد الياسي ، استشهد مدافعًا عن هجوم البرتغاليين على جزيرة داس • الشيخ هلال بن محمد الياسي ، هو الفارس الذي هزم الجبور في احدى الوقعات سنة 1660م بعمان ، قتل من قتل منهم وأسر الكثير ، وهو ابن الشهيد المذكور

• الشيخ صقر بن عيسى ، احد فرسان بني ياس الشجعان وقُتل في وقعة الشعيبة سنة 1633م • الشيخ محمد بن عيسى ، قُتل مع أخيه صقر في وقعة الشعيبة بعد ان رأى الموت خيرًا له * هناك وثائق عمانية ذكرت ان رؤساء بني ياس قديمًا كانوا ( اولاد عيسى ) وهناك رواية تفيد ان صقر بن عيسى كان زعيمهم

• الشيخ ذياب بن عيسى بن نهيّان ، أمير آل بوفلاح وزعيم بني ياس ومؤسس إمارة أبوظبي 1761م ، ومؤسس سلالة آل نهيّان الحاكمة 🇦🇪 • الشيخ سعيد بن شراره الفلاسي ، وهو عقيد بني ياس وفارسهم الاول ، قاد بني ياس في هزيمة بني غافر في وقعة السمحه 1759م ، ووقعة بوذيب ضد السعوديين

من زعماء وفرسان نعيم 1600-1800م ؛ • الشيخ حمزة بن حماد الكليبي ، من آل بوشامس وهو من تزعم النعيم في الحرب الاهلية وكان من اقوى وجهاء الحلف الغافري • الشيخ ناصر بن حميد القرطاسي ، من زعماء نعيم القدامى وقُتل في وقعة ام الذياب ضد بني ياس سنة 1759م

• الشيخ سلامه بن سيف الدرويشي ، وكان زعيم وقائد بدوي ذو هيبة ونفوذ ، وقال فيه احد شعرا بني ياس اثناء الحرب بينهم وبين نعيم ؛ "كلما غزيناهم عزوا يا سلامه لولا سلامه ضاق بالبدو ياله" • الشيخ شامس بن محمد بن بيات الشامسي ، وهو من مشايخ قبيلة نعيم وحلف بني غافر المتوفى سنة 1790م

• الشيخ راشد بن حميد القرطاسي ، زعيم نعيم وهو جد سلالة حكام إمارة عجمان ومؤسسها وهناك الكثير ممن لا يسعنا ذكرهم جميعًا ... وقد تركوا بصمتهم في تاريخ هذه الارض رحم الله 'بعيدين المغازي' صناديد بني ياس ونعيم الذين ارعبوا العدا بصهيل خيولهم وبريق سيوفهم ، وذاع صيتهم بالشجاعة

المصادر ؛ - كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة - نقل الأخبار في وفيات وحوادث هذه الديار ... لــحميد بن سلطان الشامسي - دليل الخليج .. ج.ج لوريمر

* توضيح مهم